لقائي مع مصطفى محمود عام 1977

يقدم مقال ويكيبيديا الدكتور مصطفى محمود بهذه الفقرة: « مصطفى محمود (1921 – 2009)، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف وينتهي نسبه إلى علي زين العابدين ». لكني شخصيا افضل ان اطلق على هذا المخلوق لقب مهووس

التقيت به في بيته في 20 يوليو 1977 ضمن اقامتي في مصر لتحضير الدكتوراه عن وضع غير المسلمين

  يمكن طلبها من موقع أمازون

ودار بيني وبينه هذا الحديث

سامي الذيب: ما موقفك من اقتراح الفلسطينيين بإقامة دولة علمانية، التي يروج لها الفلسطينيون في الغرب لكسب تأييدهم؟
مصطفى محمود: إن هذا المطلب غير ممكن العمل به. انه مطلب فاشل

سامي الذيب: ماذا تفهمون بفكرة العلمانية؟
مصطفى محمود: إن ذلك معناه استبعاد الدين من النظام الاجتماعي. إن العلم لا يكفي بل يجب أن يكون هناك كتاب من الله. ماذا يجعل القطة تدفن بقاياها؟

سامي الذيب: طبيعتها تجعلها تدفن بقاياها. وليس من الضروري أن يكون لها كتاب منزل (بان عليه علامات الإلتخام). وأنت يا استاذ اذا اردت تطبيق الشريعة الإسلامية فإن هناك مشاكل يطرحها التطبيق. فمثلا الإسلام يأمر بقتل المرتد كما جاء في مشروع اسلامي نشرته جريدة الأهرام وفي مشروع أخر قدمه الأزهر وفي الإجماع
مصطفى محمود: لا يوجد ولا نص واحد في القرآن عن حد الردة

سامي الذيب: ولكن هل يمكنك أن تكتب ضد هذا المشروع بالذات؟
مصطفى محمود: أنا كل كتبي تقول أن الإسلام يأمر بالحرية

سامي الذيب: ولكن يسرنا لو انك نشرت مقالا عن هذا المشروع لأننا كمسيحيين نخاف من هذا المشروع
مصطفى محمود: إن هذا المشروع كلام على كلام على كلام

سامي الذيب: وما رأيك في عدم وراثة المسلم من المسيحية والمسيحية من المسلم
مصطفى محمود: هذه تفاصيل فقهية لا اعرفها

سامي الذيب: وما هو موقفك من قطع يد السارق؟
مصطفى محمود: إنها ضرورة

سامي الذيب: ولكن هل تطبق على المسيحيين ايضا وإن لم يكن القرآن كتابهم؟
مصطفى محمود: نعم بسبب الأغلبية

سامي الذيب: ولكنك تفرض عليهم الدين الإسلامي بالقوة. فهل تسمح لهم بأن يكونوا دولة منفصلة تدين بالشرائع الخاصة بهم إذا لا يريدوا تطبيق الشريعة الإسلامية عليهم؟
مصطفى محمود: لا. إن هذه الفكرة صهيونية. إن المسيحيين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية.

سامي الذيب: انني اتحداك ان تجد لي مسيحي واحد يرضى بتطبيق الشريعة الإسلامية بالمعنى الذي تقوله … أي كلام منزل من عند الله
مصطفى محمود: ولكنه قانون الأكثرية

سامي الذيب: ولكن هتلر عندما قال أن عدد التابعين له أكثر مما في الدول الديمقراطية أجابوه بأن المهم هي الأقلية
مصطفى محمود: انا لا خص لي بهتلر. أنا عندي القرآن وافرضه على الكل لأننا اكثرية

سامي الذيب: ولكن هناك آية قرآنية تقول « لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا » [المائدة: 48
مصطفى محمود: إن كل كتب المسيحيين واليهود مزورة

سامي الذيب: ولكن محمد كان يعرف انها مزورة ورغم ذلك طبق عليهم شريعتهم
مصطفى محمود: إن القرآن يطبق بسبب الأكثرية

سامي الذيب: ولكن هذا فرض دين بالقوة. وما رأيك في زواج المسيحي من مسلمة. هل ترضى بذلك؟
مصطفى محمود: لا، لا اسمح بذلك. لا تسألني لماذا. هناك نص وخلاص

سامي الذيب: ولكن هذا ضد حرية الديانة وضد حقوق الإنسان
مصطفى محمود: إن هذا لا يهمني. عندي القرآن يقول هكذا وكفى. حقوق الإنسان لا قيمة لها أمام القرآن. هذا رأيي ولا تجادلني فيه.

سامي الذيب: ولكن اذا تريد ان تطبق الشريعة الإسلامية فإلى أي مدى؟ هل تريد ان تفرض الجزية على المسيحيين كما نص عليه القرآن؟

مصطفى محمود: لا، لا تفرض الجزية عليهم. لأننا ندفع الكل ضريبة الدفاع والمسيحيون يخدمون في الجيش

سامي الذيب: ولكنك تقول أن النص يكفي والنص واضح
مصطفى محمود: لا تناقشني، هذا رايي

سامي الذيب: وهل تريد ارجاع الخلافة؟
مصطفى محمود: لا. إن الخلافة لا نص بها في القرآن

سامي الذيب: ولكن الإجماع حتى في زمن الخلفاء الأربعة كان عليها
مصطفى محمود: أنا لا اعترف بالإجماع. إن الخلافة هي دعوى سياسية ذات اطماع شخصية

سامي الذيب: وهل ترضى اذا قبلت الأكثرية أن يكون رئيس مصر مسيحي؟
مصطفى محمود: لا. إن الرئاسة هو بالعدد. والأكثرية هي المسلمين. والمسلمين يجب ان يكون رئيسهم مسلم

سامي الذيب: ولكنك تقول بالقاعدة الديمقراطية. فإذا قبلت الأكثرية فماذا لك انت؟
مصطفى محمود: لا، يجب أن يكون الرئيس مسلم

سامي الذيب: اذا انت تطالب بالقاعدة الديمقراطية فجوابك فيه مغالطة. ولكن هل ترضى أن يكون هناك حرية تفكير؟
مصطفى محمود: إن الإسلام يسمح حرية التفكير ولم يكن فيه محاكم تفتيش

سامي الذيب: ولكن ماذا عن محاكمة طه حسين وغيره. وماذا عن الكتب المسيحية التي منعت من الظهور؟ وماذا عن عدم امكانية تغيير الدين من الإسلام. هل يمكنك حقيقة أن تغير دينك من الإسلام إلى المسيحية دون ان تضطهد من الحكومة؟
مصطفى محمود: نعم

سامي الذيب: انك لا تقول الحقيقة. وانت تعرف ذلك أكثر مني. وما هو موقفك من قانون الأحزاب؟ هل تريد احزاب دينية؟
مصطفى محمود: منع الأحزاب الدينية طريقة لمنع استغلال الدين كما حدث مع جماعة التكفير والهجرة. وأنا ارفض قيام حزب للإخوان المسلمين

سامي الذيب: ما هو موقفك منهم؟
مصطفى محمود: لا يوجد عندي معلومات كافية عنهم. لقد صدرت عنهم اشاعات كثيرة ومعلوماتي غير موثقة فلا استطيع الحكم عليهم

سامي الذيب: ما هو موقفك من ملابس المرآة كما يطالب بها الإسلاميون؟
مصطفى محمود: انني لا ارضى ما يطالب به اليوم الإسلاميون من ملابس كاملة. اني انكر أن يكون اصلها القرآن

سامي الذيب: اذن انت ضد ملابس المرآة كما يطالب بها الإسلاميون. الطف شوي. اهو من دا ودا، الحب كدا. يعني مش على طول الخط لورى (ضحك). على كل اشكرك رغم انه هناك اختلاف بين وبينك. ولكن كما تعرف فالزائر يجب ان يرضى برؤية غير التي تعود عليها، وإلا لأوجبته الأمور للقعود في بيته. ولكن تعليقي هو اني اقبل تطبيق الشريعة الإسلامية ليس كقانون منزل من عند الله بل كأقوال اجدادنا الطيبين (ضحك جدا) فقاعدة قطع اليد هي قاعدة من القرون الوسطى
مصطفى محمود: انت على سكة وأنا على سكة ثانية

وقد اختتمت مقابلتي بملاحظة كتبتها في اوراقي: لم ارد ان ادخل معه في متاهات المشاريع الحديثة التي تريد تطبيق الشريعة الإسلامية لأنه ليس قانوني وكان سيسد اذانه. انه يعمم ويسرح في الخيال ولا يعرف الواقع. كلامه كلام فارغ

 

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي https://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb

Comments are closed.

Powered by WordPress. Designed by WooThemes

%d blogueurs aiment cette page :