للجزائريين والتونسيين والمصريين: إحذروا مؤامرة الإخوان

 

جاء في تصريح لموشي ديان
إذا استطعنا إسقاط عسكر عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، فسنتنسم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أراضي مصر. فلتكن تلك غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان
موشي ديان – جريدة تشرين اللبنانية، سنة 1968

هناك من يعتقد أن الغرب وإسرائيل قاموا بإنشاء الإخوان المسلمين والحركات المنبثقة عنها مثل حزب التحرير والقاعدة وداعش وغيرها. وإن كان هذا الإعتقاد على حق أو على خطأ، فهذا لا يغير من أن الغرب والإسرائيل على دراية كيف يمكن الإستفادة من تلك الحركات لخدمة مصالحهما. فكل منهما يعرف أن المسلمين يندفعون وراء كل من يكلمهم بإسم الدين وأن الدين مسيطر على عقولهم. فهناك نوعان من العملاء: العملاء المأجورون والعملاء الهبلان الذين يخدمون العدو دون معرفة انهم يحققون مصالحه على حساب مصالح أوطانهم. ويطلق عليهم بالفرنسية إصطلاح idiot utile وبالإنكليزية useful idiot وكانت تطلق على الغربيين الذين كانوا يروجون للشيوعية ويرددون دعايتها. وفي حربهم ضد الإتحاد السوفييتي، قام الغرب بدفع السعودية لتجنيد شباب مسلم لكي يخوضوا الحرب ضد قوات الإتحاد السوفييتي في أفغانستان. كما أنه تم دفع آلاف مؤلفة من المسلمين من كل بقاع الدنيا بتمويل سعودي وقطري وإماراتي وكويتي لكي يحاربوا في العراق وسوريا معتقدين بأن ذلك يهدف إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وكان الهدف من تسليحهم من الدول الغربية وإسرائيل ذاتها لتفتيت تلك الدول وتحطيم جيوشها. ولا أحد يجهل أن القاعدة فد تم تسليحها من قبل الغرب بتمويل سعودي، وأن داعش تم دعمها بالمال والعتاد من قبل الغرب وإسرائيل. وقد قامت إسرائيل بمعالجة جرحى داعش في مستشفياتها دون أي تحفظ، وكانت تساند عملياتها بضرب مواقع الجيش السوري

واليوم لا يخفى على أحد أن ما يسمى بالربيع العربي كان مخطط له من الغرب وإسرائيل بهدف ايصال الحركات الإسلامية للحكم لعلمها بأن تلك الحركات هي أفضل سبيل لتحطيم الدول العربية. وما يجرى حاليا في الجزائر وفي تونس وفي مصر وغيرها من الدول العربية يصب في نفس الإتجاه. طبعًا شعوب تلك الدول تطوق إلى القضاء على الفساد، فهذا مطلب عادل. وتركب الموجة الحركات الإسلامية لتحقيق مآريها لأنها الحركات الأكثر تنظيما … وفي نفس الوقت تقوم تلك الحركات بتدمير أوطانها … مما يخدم مصالح الدول الغربية وإسرائيل. كيف؟ تعرف جيدا الدول الغربية وإسرائيل أن الدين هو أسهل طريقة لتجنيد الشعوب… وتعرف جيدا أن الدين هو عامل فرقة فيقسم المواطنين بين مؤمن وكافر، فيذبح المسلمون بعضهم بعضا بإسم الدين، كل منهما معتبرا نفسه على صواب وأنه الوحيد الذي سيدخل الجنة إن قتل من يسميه كافرا. وهذا ما حدث فعلا في العشرية السوداء في الجزائر الذي راح ضحيتها الآلاف واقترف بإسم الدين مذابح يندى لها الجبين. ثم أن الدين يقسم المواطنين بين مسلم وغير مسلم حيث توجد أقليات دينية. ففي سوريا تم ترديد: العلويون في تابوت والمسيحيون على بيروت… وكأنهم ليسوا من أهل البلد. وفي مصر تم حرق كنائس الأقباط والتعدي عليهم وعلى أعراضهم وممتلكاتهم. وقد هدد الإخوان بتحويل شوارع القاهرة إلى انهار من الدماء إذا لم يتم تسليمهم السلطة، وتم تمرير مرشحهم محمد مرسي في انتخابات مزورة خوفا من أن ينفذوا تهديدهم الجهنمي. وقام الجيش بالإطاحة بالرئيس الإخونجي وسلم السلطة لعبد الفتاح السيسي. واليوم يعود الإخوان بمظاهرات ضد حكم الجيش بحجة مكافحة الفساد. وفي كل من تونس والجزائر يحاول الإخوان أيضا الإستيلاء على الحكم بفرض مرشحيهم لرئاسة تلك الدول. وهم بذلك يحققون أهداف الغرب وإسرائيل لتحطيم بلادهم. فحيثما يسيطر الإخوان المسلمون يقومون بخرابها بسبب ما ذكرناه من دور الدين كعامل فرقة بين المواطنين. وقد تبين مؤخرا أن ألاف صفحات الفيسبوك تم إنشاؤها (ربما من داخل إسرائيل) لدعم مرشح الإخوان المسلمين قيس سعيد ذو الميول الإسلامية. فمن مصلحة إسرائيل أن يفوز مشرح الإخوان المسلمين حتى يتم تحطيم المنطقة. فتحت حكم النهضة تم إرسال آلاف التونسيين لسوريا والعراق كإرهابيين، وقد عاد منهم من عاد وتنتظر إسرائيل انتصار مرشح الإخوان لكي يستمروا في تدمير المنطقة على يدي هؤلاء الإرهابيين، بتمويل وتسليح غربي ومن دول الخليج

وقد يكون مفيدا هنا التذكير بما سبق أن كتبه المفكر االسوداني محمود محمد طه الذي تم إعدامه من قبل نظام النميري بتحريض من الأزهر والإخوان المسلمين والسعودية عام 1985. فقد حذر من الإخوان المسلمين ودورهم في سوريا في كتاب عنوانه « اﻟ-;-ﻬ-;-ﻮ-;-س الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام»، الذي صدر في يونيو 1980 تحت اشرافه… وما قاله في عام 1980 هو ما تحقق فعلا في وسوريا في السنوات الأخيرة. ونحن ننقل منه هذ الفقرة

إنّنا لا ندافع عن نظام الحكم في سوريا، بل، على النقيض من ذلك، نعتبره من أسوأ أنواع الحكم في البلاد العربية. ولقد وجّهنا إليه نقداً موضوعياً قوياً في كتبنا التي تعالج مشكلة الشرق الأوسط.
ولكن هذا كلّه لا يجعلنا نجيز هذا الهوس الديني الذي يفرزه تنظيم الإخوان المسلمين بدعوى معارضته لحكم حزب البعث، كي يصوّر للناس أنّه إنّما يحارب الكفّار باسم الإسلام، وينفّذ فيهم حكم الله، بصورة لا تجافي قيم الإسلام، وقواعد الجهاد في شريعته المرحلية وحسب، بل تجانب أبسط القيم، والأعراف المرعية في المجتمعات الإنسانية المختلفة. ولقد بلغ بهم هوسهم الديني، وإهدارهم للقيم، أن يوجّهوا إنذاراً لمديرات ومعلّمات المدارس في سوريا، ويطالبوهن بمطالب فوق طاقتهن وخارج صلاحياتهن ويهدّدوهن بتنفيذ حكم الله فيهن إن هن لم يذعنّ لأوامرهم! وهم بذلك يضعوهن بين قطبي الرحا، فمن أعلى حكم «البعث»، ومن أسفل إرهاب، وعنف الإخوان المسلمين! فهن بين خيارين، أحلاهما مر
وهم بعد متوهّمون أنّهم إنّما يمارسون الجهاد. وضد من؟ ضد نساء بريئات! وهم ينفّذون فيهن ما يزعمونه حكم الله. وهم يعنون به هنا الإعدام، كما رأيناهم ينفّذونه في الحالات التي نقلناها آنفاً عن نشرتهم النذير!
إنّ الجهاد في الإسلام أمر مرحلي ولكنّه، حتّى في مرحليّته، لا يبيح قتل النساء، ومعاملتهن بهذه الصورة الهمجية، الغليظة. فعن عبد الله بن عمر أنّ امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلّى الله عليه وسلّم مقتولة فأنكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قتل النساء والصبيان. إنّ الإخوان المسلمين لم يعطّل الهوس الديني ملكاتهم الفطرية وحسب، بل أفقدهم قيم الرجولة، والمروءة التي لا تعوز الرجل العادي البسيط

أود هنا أن احذر كل شعوب منطقتنا من الجري وراء الأحزاب الدينية ومرشحيها الذين يغررونهم بالشعارات الدينية الرنانة. فالدين هو عامل انقسام وتفكيك للمجتمع، مما يخدم أولا وأخيرا مصالح الغرب ومصالح إسرائيل

وأكرر لهم ما كان قد قاله موشي ديان
إذا استطعنا إسقاط عسكر عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، فسنتنسم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أرضاي مصر. فلتكن تلك غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان
وما قاله عن مصر موشي ديان ينطبق على كل الدول العربية، بما فيها تونس والجزائر

حفظ الله مصر وتونس والجزائر من كل مكروه

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي https://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
https://www.patreon.com/samialdeeb

Comments are closed.

Powered by WordPress. Designed by WooThemes

%d blogueurs aiment cette page :